كحبة قمح شجاعة تحلم أن تصبح حقلا

في وسط حقل واسع من القمح
 كانت هناك حبة قمح صغيرة تنمو ببطء وصبر.
 كانت تشعر بالحزن والوحدة، فهي لا ترى سوى سنابل القمح الأخرى
التي تتفاخر بارتفاعها وجمالها. كانت تتمنى أن تكون مثلهم
 أن تكون جزءا من الحقل الذي يمتد إلى الأفق. 
لكنها لم تستسلم لليأس، بل كانت تحلم بأن تصبح حقلا كبيرا يغذي الناس ويسعدهم. 
كانت تقول لنفسها: 
"أنا كحبة قمح شجاعة، أستطيع أن أحقق أي شيء أريده، إذا بذلت جهدي وثقت بنفسي". 
وفي يوم من الأيام، جاء الحصاد، وقطعت حبة القمح مع الآخرين
 ونقلت إلى مطحنة، حيث تحولت إلى دقيق.
 ومن الدقيق، صنعت خبزا طازجا وشهيا
 ووزع على الفقراء والمحتاجين. 
وبهذا، أصبحت حبة القمح حقلا في قلوب الناس، فأشبعتهم وأسعدتهم.
 وكانت تفتخر بنفسها، وتقول:
 "لقد حققت حلمي، لقد صرت حقلا، ولو في شكل خبز. أنا كحبة قمح شجاعة، لم أتخلى عن أملي، ولم أستسلم للصعاب".
 وهكذا، تعلمنا من قصة حبة القمح الشجاعة
 أن لا نحكم على أنفسنا بحسب مظهرنا أو موقعنا
بل بحسب طموحنا وإرادتنا.
 وأن لا ننسى أن كل شيء ممكن، إذا عملنا بجد وصبر وثقة.
 وأن لا نيأس من رحمة الله، فهو يعطي كل شيء في وقته
 ويجعل من القليل كثيرا، ومن الصغير عظيما.

كحبة قمح شجاعة تحلم أن تصبح حقلا