لماذا لا أتغير؟
"خريطة الكنز ليست هي الكنز نفسه" 

قرأت كتبا وحضرت محاضرات
 شعرت بالحماس والدافع القوي لفترة محدودة
 ثم عاد كل شيء إلى أصله
لماذا لا أتغير لماذا أبقى دائما كما أنا؟
سؤال يردده الكثيرون في إحباط ومرارة 
 خاصة وأنهم كانوا يحملون في أنفسهم
 أملا كبيرا أنهم بقراءة كتاب 
أو حضور محاضرة سوف يحدث تغيير درامي في حياتهم
هذا السؤال ينشأ عن تصور ذهني أو اعتقاد خاطئ 
 وهو أن المحاضرة أو الكتاب يغيران الشخص
 لو كان هذا الكلام صحيحا لكان كافيا أن نقرأ بضعة كتب أو نحضر
 دورة تدريبية لنصبح أبطالا في السباحة أو قيادة السيارات
الكتاب الجيد أو المحاضرة الجيدة أو المقال الجيد
 كلهم يشبهون خريطة مرسومة على رق من الورق
 تحدد مكان كنز ضخم 
 بدون الخريطة يحتاج الشخص الراغب في الحصول على الكنز إلى البحث
 والتجربة والخطأ
 وقد يهتدي بعد مجهود جهيد إلى طريق الكنز وقد لا يهتدي أبدا.
أما عن الشخص الذي حصل على خريطة الكنز
 فلو اكتفي بامتلاكها فلن يحدث أي شيء في حياته
 ولن يمتلك الذهب وعقود اللؤلؤ والمرجان 
 بل لا بد من الخروج والبحث معتمدا على إرشادات الخريطة
ما أن يبدأ الشخص في تنفيذ ما هو موجود بالخريطة
 حتى يكتشف أن هناك عقبات لم تكون واضحة في الخريطة 
 فإن الطريق المرسوم في الخريطة على هيئة خط لم يبين درجة
 وعورة هذا الطريق وصعوبة السير فيه 
 وقد توجد صخرة تستخدم كعلامة في الخريطة يخيلها الشخص
 بشكل معين ولكن عندما ينزل للواقع 
يكتشف أن شكلها مختلف كثيرا عن الصورة التي كان يتخيلها.
لن تتعلم شيئا أبدا بمجرد القراءة أو السماع عنه
 يجب أن تخوض التجربة بنفسك وتتعرف على صعاب وعقبات الطريق
 وتتعلم كيف تتعامل معها وتتغلب عليها
في النهاية "التغير يعتمد على ما تقوم به أنت وليس الأخرون"
وتذكر أن "خريطة الكنز ليست هي الكنز نفسه"