الإنتصارلا يحتاج إلى أقدام بل إلى أقدام




في قرية هندية صغيرة تسمى قالور قاتي في مقاطعة بيهار وجد فلاح بسيط لا يملك من متاع الدنيا شيئا يدعى دشرث منجي !
ولد عام 1934 ميلادية وقبل اكثر من خمسين عاما مرضت زوجته واحتاج الى نقلها الى مستشفى .
أقرب مستشفى له يبعد 75 كيلو مترا , لا حل لديه إلا نقلها كل هذه المسافة وبوسائل نقل بدائية تماما توفيت قبل ان تصل للمستشفى !.
فكر منجي في الامر ووجد ان الطريق خلال الجبل الذي يفصلهم عن المدينة يختصر المسافة من 75 كيلو الى كيلو متر واحد فقط.
نظر الى الجبل بشموخه وارتفاعه فعاد طرفه كليلا خائرا وما ذا يصنع فقير معدم مثله تجاه جبل عظيم كهذا !
وماذا يصنع فقير مثله وأصحاب المكانة والوجاهة والسلطة والأموال لم يجدوا سبيلا !
هل يجد وهو الضعيف الفقير الوحيد حلا لم يجده أولئك بفكرهم وعقلهم ونضجهم !
انها وساوس شيطانية فقط وعليه ان يطردها وينساها ويرتاح لئلا تجلب له ما لا طاقة له به.
منجي لم يكن من النوع السهل الانقياد للأفكار التثبيطية ولا للخضوع لمجرد الهالة الاجتماعية كان من النوع ذي الارادة الحديدية والأفكار الايجابية والقدرة على التحدي ومواجهة الصعوبات .
فكر بما لديه من امكانات :
جسم نحيل 
في منتصف العمر 
لديه مطرقة 
وإزميل !
هل ياترى يستطيع بها مواجهة الجبل الأشم ؟
فكر ثم قرر ..... نعم ! مواجهة التحدي !
وبإرادة لا تعرف اليأس بدأ ينقر في الصخر بمطرقته وإزميله وينقل فتات الصخور للأسفل لينخر الجبل ويمهد الطريق 
كانت البداية في عام 1960 من الميلاد !
كلما مر به قومه فلاحهم وتاجرهم صغيرهم وكبيرهم أحداثهم وذووا العقل والحكمة وخبرة السنين ؛ جميعهم لا يزيدون على السخرية والرثاء لحاله ووصمه بالجنون والطيش وقلة العقل وغياب الخبرة !!!
وكان لا يزيد من جانبه على قرعات المطرقة فوق الازميل ونقل الصخور الصغيرة المتفتتة الى أسفل !
بقي على حاله وبقوا على ماهم عليه , حتى مرت أيام وأسابيع ومر شهر وشهران ثم شهور , أكمل عامه في عمله وهم في سخريتهم وهزئهم 
مر عام وعامان وما زال على اصراره وإراداته التي تفت الصخر بين يديه , ومضى نقبه في الصخر يتسع ويمتد وبامتداده يزداد حجم الساخرين الهازئين القعدة المثبطين 
اتم العقد الأول من عمله وما يزال مصرا وما يزالون ساخرين وأضاف عقدا آخر وهو بمطرقته وازميله يهد الجبل إلا ان آثاره اصبحت أوضح وأجلى وخبت دعاوى الحكمة والخبرة والمعرفة وبدأت تتهاوى أمام إصراره لإتمام الإنجاز

بعد اثنين وعشرين عاما من العمل الفردي المتواصل بالمطرقة والإزميل
 استطاع منجي أن يصل بطريقه إلى الجانب الآخر !
نعم لقد اخترق الجبل بمطرقته وإزميله وإرادته التي لا تعرف اليأس ! وفي عام 1982 أصبحت المسافة بين قريته والمدينة , بين قريته والمستشفى كيلوا واحدا فقط لاغير 
حقق حلمه وأنجز طموحه وبقيت حكمة وخبرة والهالة الاجتماعية حول الآخرين واستهزاؤهم خبرا مجردا وأوهاما أزالتها مطرقته .. وإزميله ... وإرادته !
مات منجي في عام 2007 بعد أن حقق الهدف وعرفه مجتمعه
 وأنشأت الحكومة مستشفى في قريته سمي باسمه تكريما له !

أين من يتأفف ويتحسر ويلوم غيره بعجزه وكسله
بتوكلك على الله أولا ثم عزيمتك وصبرك تتغلب على كل الصعاب
فإذا أستطاع رجل مسن لايحمل عقيدة ولادين أن يخترق جبل
فكيف بك أنت وأنت تملك العقيدة والدين الحق وأنت في ريعان الشباب فأستعن بالله ولاتعجز