إنس الماضي لكن لا تنس الدرس
قصة المطلقة الجشعة
هناء ...
الأخت الصغرى لصفاء
وهي مختلفة عنها تماما
فبينما صفاء كانت بنت جد .. عملية .. تحب رياضة الكراتيه
كانت هناء البنت الرقيقة .. كلية آداب .. تعرف أنها على درجة عالية من جمال الخلقة
فكان الخطاب يتوافدون على المنزل منذ كانت في الإعدادي
وخطابها كثيرون وأكثر بكثير من خطاب صفاء ..
أخيرا وقع الاختيار والموافقة على شاب رأي أهل هناء وهي أيضا أنه يستحق تلك الجوهرة
عائلة كبيرة .. أخلاق .. دين ...
لكن .. أهذا هو كل شئ؟؟
هل هذه المواصفات كافية لإسعاد أي بنت؟
للأسف
ليس في عصرنا هذا
مشكلة حاتم أنه كما يقال "إبن أمه"
كلام والدته قوانين .. ونصائحها دستور
حاولت هناء أن تسيّر حياتها وأنجبت إبنة رائعة الجمال وولدين
ولكنها في النهاية ضجت بحياتها
كانت زوجة للعائلة كلها
والدته من ناحية وأخواته من ناحية
حاولت أن تبتعد عنهم بقدر الإمكان
ولكن الزوج عديم الشخصية طلقها بناء على أوامر العائلة
...
عادت هناء لبيت والدها فترة
ثم قررت العيش في شقتها الفاخرة
وأخذت ميراثها الذي كتبه لها والدها في حياته
وأعادت تأثيث الشقة
ولم تحرم نفسها من كافة وسائل الترف
كانت علاقة الأولاد بعائلة الأب على مايرام
وكانوا يقضون معه أكثرمن الوقت الذي يقضونه مع والدتهم هناء
تقدم لها في هذا الوقت عريس
كبير في السن .. ولكنه على قدر كبير من الغنى
أو هكذا أفهمها
ووافقت هناء لأنها أخذت على الحياة المرفهة
أفهمها أنه وكيل شركة كبيرة من شركات البرامج
واتضح في النهاية أنه موظف بسيط
وأنه متزوج وعليه ديون كثيرة ..
لم يمضِ على زواجها شهرين
وعادت هناء من جديد وحيدة .....
مرت السنين وهناء كما هي
لم تقلل الاعوام من شكلها وكانت محط أنظار الجميع في أي مكان تكون فيه
في إحدى الحفلات التي يقيمها والدها لزواره من البلاد العربية
رآها ثري عربي صديق والدها
فأبدى إعجابه بها وطلبها للزواج
ومهرها كما يقال في حفلات ألف ليلة وليلة ..
وزنها ذهباً ومجوهرات وأحجار ألماس
وكانت حفلة عقد قرانها يوم زواج ابنتها
متخيلين المنظر؟؟
هو ليس عيبا ولا حراما
ولكن ....
المهم تزوجت هناء من الثري العربي
وهي الزيجة الثالثة لها
وتعيش معه حتى الآن
ولكن ما حدث كان محبط
فقد عادت لها ابنتها مطلقة
وسبحان الله كأن التاريخ يعيد نفسه
كان الله في عون والدي صفاء وهناء
وغفر لهما
عبرة
جميل أن تتعلم من دروس الحياة ألا تحتفظ إلا بالذكريات الجميلة
مع الآخرين وأن تتعلم العفوية والسذاجة
إن شئت في التعامل مع الوجوه الجديدة
دون أن تكون عرضة للاستغفال أو الخداع
الذي يوقعك في مهاوي الطريق
سلمان العودة
0 تعليقات