إذا جاءك اليأس ليحدثك عن المستحيل فحدثه عن قدرة ربّ العالمين

إذا جاءك اليأس ليحدثك عن المستحيل فحدثه عن قدرة ربّ العالمين


لما أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم شم ريحًا طيبة فقال :
يا جبريل ما هذه الريح الطيبة ؟
 قال : هذه ريح قبر الماشطة وابنيها وزوجها . .

هاهي الطفلة الصغيرة تسابق الريح
 وفي جوفها أمر جلل
أبي أبي إنها الماشطة
ماشطتي يا أبي
إعتدل الرجل في جلسته
قائلا: ما بال الماشطة يا بنيتي؟
أيها الملك:
كعادتها وبينما كانت تمشط شعري
سقط المشط من يدها
إلتقطته قائلة:
بسم الله
فقلت: أبي...؟؟
قاطعتني وقالت: لا بل ربي ورب أبيك
إنتفض الملك قائما
اشتعل غضبا كأنه لجة من نار
إستدعوا هذه المرأة... 
 هاهي تلك المرأة المؤمنة التي يشع وجهها نورا
تقف بين يدي فرعون مصر
ولك رب سواي؟
وبقوة الايمان المطلق تنطق الماشطة:
ربي وربك الله..
جن جنون فرعون فأمر خدمه قائلا:
هذا جريمة جزاؤها الحرق 
أوقدوا نارا...وألقوها فيها هي وبنوها..
هاهي النار مشتعلة وفوقها وعاء ضخم 
يحمل بداخله زيت يغلي..
ويأتي الأمر الجلل..
أمر الملك بإلقاء أولادها في النار
توالى حرق الأولاد وموتهم من أكبرهم إلى أصغرهم
والأم الثكلى تحصيهم واحد تلوى الأخر
وهي متجلدة بصبر ليس له حدود
وهاهو الوهن يتسلل إلى قلبها
لما تراه من قسوة المشهد
لكن الله غالب فعال لما يريد
أخر العنقود رضيع يتكلم مخاطبا أمه
أماه اصبري فإنك على الحق..
وجاء دورها ..أقبل الجند عليها ثم دفعوها إلى القدر.. 
لتلحق بأولادها وتسطر بقصتها
نادرة من نوادر الإيمان والتضحية والصبر على البلاء
كانت تستطيع أن تتجنب كل هذا العذاب بكلمة
يسمعها طاغي مصر
لكنها أبت إلا الثبات على كلمة التوحيد 
والشهادة في سبيل رب العباد
فما عند الله خير و أبقى
عبرة
يتغلل الإيمان لقلوب طاهرة 
يطرد منها ضلام اليأس
ويستبدلها بنور الأمل