لا تسخر ولا تستصغر ولا تستهزء بالناس فلا تعلم كيف سيكون حالك غداً








قصة النملة والفيل


لا تسخر ولا تستصغر ولا تستهزء بالناس فلا تعلم كيف سيكون حالك غداً


شاهد معنا مقطع تحفيزي رائع
أترك أثرا 


رافقت ملكة نمل وفيل في سفر، فلما سارا مسافة تعبت ملكة النمل
 ولم تستطع مجاراة الفيل في سيره.. فقالت في نفسها:
 لن يضيره حملي فأنا خفيفة ولا يكاد يشعر بي.

ثم التفتت إلى الفيل وقالت:
 لقد تعبت ولن أستطيع مواصلة السير
 ماذا يضرك لو حملتني كما تحمل البشر في أسفارهم.

نظر الفيل إلى ملكة النمل نظرة ذات مغزى ثم قال: 
لا يضيرني حملك في شيء،، فأنا أضخم الحيوانات على سطح الأرض
 وأنت صغيرة جدا لدرجة أنني لن أشعر بك،
ثم مد الفيل خرطومه الطويل حتى كاد يلامس الأرض فتسلقت الملكة الخرطوم
حتى استقرت على ظهره في راحة تامة يغالبها النعاس وكادت تنام فقالت للفيل:
-لن أنسى لك هذا المعروف يا سيدي الفيل
 فليقدرني الله على رد جميلك.
ومضى الفيل في رحلته 
 وما أن قطع بعض الطريق حتى صاح وهو يرفع إحدى قائمتيه الأماميتين:
-آي.
صاحت ملكة النمل: ماذا جرى؟
قال الفيل وهو يتلوى من الألم: لقد دستُ على آلة معدنية حادة شقت قدمي..
هبطت ملكة النمل عن ظهر الفيل وراحت تنظر إلى الجرح الكبير الذي ينزف بغزارة:
- حقاً إن جرح كبير، ولن تستطيع مواصلة السير إلا بعد شفائه
 وهذا يحتاج إلى زمن ليس بالقصير،
فقال الفيل: لقد آن الأوان لرد الجميل، لقد حملتك طيلة المسافة وعليك الآن أن تحمليني.
صعقت ملكة النمل وصاحت من شدة الرعب :
- ماذا؟....أنا أحملك؟.. أنا أح..؟
و جف حلق ملكة النمل، فلم تستطع أن تكمل الكلمة، فضحك الفيل رغم ألمه وقال:
- لا بد أن تحمليني كما حملتك. 
أسديت لك معروفاً ولا ينكر المعروف إلا لئيم.
- ولكن كيف أحملك وأنت بهذه الضخامة وأنا ضئيلة الحجم كما ترى؟
وغضب الفيل غضبا شديدا، فرفع خرطومه في الهواء وهوى به على رأس النملة التي تنبهت
 واستطاعت أن تنجو من ضربته القوية
 التي أحدثت حفرة عميقة في التراب، أعقبتها غمامة من الغبار.
-خذي هذه أيتها الحشرة القميئة.
لم تستطع ملكة النمل ابتلاع الإهانة.ولكن ماذا يمكن أن تفعل أمام هذا المخلوق الجبار
 الذي يعتبر أضخم المخلوقات على وجه الأرض.. 
فكرت طويلا ولم تجد بدا من المهادنة:
-سامحك الله يا صديقي الفيل، أنا لم أخطئ بحقك ولم أسئ إليك، فلم كل هذا الغضب؟
- أنت لا تريدين مساعدتي، وتنكرين جميلي فلا حاجة لي بك...
اغربي عن وجهي.
قام الفيل يمشي ببطء شديد وهو يرفع قائمته الأمامية التي ما زالت تنزف.
ولكن ملكة النمل لم تستطع أن تهضم ما حدث فتبعته محاولة تهدئته والتخفيف من غضبه
 وهي تلتمس العذر له في نفسها
 ولكنها أيضا غير قادرة على جزاء معروفه بمعروف مثله..
صاحت به: أيها الفيل العزيز..
 دعني أشرح لك الـ..
ولم تكد تنهي الجملة حتى استدار الفيل نحوها وألقاها بعيدا بنفخة من خرطومه الطويل
 فشعرت وكأن إعصارا قد حملها من مكانها ورماها بعيدا
تألمت ملكة النمل كثيرا
 واستغرقت وقتا لتستعيد توازنها
وما أن استفاقت حتى كان الغضب قد أخذ منها كل مأخذ.
قالت في نفسها: يا لهذا الفيل المغرور بجبروته وقوته
 ولكني سأعلمه درسا لن ينساه أبدا ليعلم أنني رغم ضآلة حجمي 
قادرة على إيذائه والنيل منه.
أسرعت الملكة خلف الفيل حتى أدركته
وكان يئن من الألم محاولا استئناف سيره ويتوقف بين الفينة والأخرى..
تسللت النملة حتى استطاعت ان تصل إلى خرطوم الفيل 
وتمكنت من الدخول من فتحة الخرطوم
 وتسلقت حتى وصلت إلى جمجمته 
وراحت تقرضها من الداخل بأسنانها القوية
 ما جعل الفيل يتلوى من الألم ويضرب رأسه الضخم بجذوع الأشجار
 وهو يصيح حتى ملأ الغابة صياحا وأدمى رأسه.
عندئذ عادت الملكة أدراجها وابتعدت ثم نادته قائلة:
- أيها المغرور، مهما بلغت قوتك وضخامتك
 عليك أن تعترف أن نملة بحجمي قادرة على إيذائك
 ولكن معروفك سبق، ومثلي ليست ممن ينكرون المعروف ويستبدلونه بالأذى.
ثم انطلقت تاركة الفيل الأحمق يلعق دمه