من يضحي بضميره من أجل أحلامه كمن يحرق صورة جميلة من أجل الرماد


من يضحي بضميره من أجل أحلامه كمن يحرق صورة جميلة من أجل الرماد



يقول أحد المحدثين بأنه توصل الى ان رسالة ١٢٤ الف نبي يمكن تلخيصها في نكتة واحدة فقط... وأسماها "الغرزة الرابعة"!! 

استغرب من كلامه المستمعون وسألوه وما الغرز الرابعة؟ 





فقال: إن الإسكافي حين يأتيه الزبون بحذاء يقدر تكلفة التصليح بمجرد النظر اليه.. فمثلا إذا كان تصليح الحذاء يحتاج لغرزتين، فيحسب تكلفة تصليح الحذاء بدرهمين واذا احتاج لثلاث غرزات صارت التكلفة ثلاثة دراهم.. فيخبر الزبون بعدد الغرزات المطلوبة والتكلفة فإذا قبل الزبون دفع المبلغ المطلوب ليعود بعد ساعة ليستلمه..





بعد أن يبدأ الإسكافي بالعمل، فيخيط الغرزة الأولى.... والثانية.... والثالثة..... فينتهى من العمل بحسب الاتقاق المسبق، ولكن... 

بنظرة فاحصة يكتشف أنه لو خاط الحذاء بغرزة رابعة فسيطيل عمر الحذاء.. ويكون في حالة أجود.. 





هنا يقف الإسكافي حائرا مترددا .. 
من جهة، فقد اتفق مع الزبون على التكلفة مسبقا ولا يستطيع أن يطالبه بمبلغ أكبر.. ومن جهة أخرى، فهو متردد: هل يكمل الغرزة الرابعة لأن عمله سيكون أكثر إتقاناً؟! 


هو حائر .. بين"المنفعة" و"الأخلاق"؛ 
بين "القانون" و"نداء الضمير".
خياران...كلاهما لا يتعارضان مع المنطق والعقل.. 


فإذا لم يضف الغرزة الرابعة فليس عليه أي إشكال أخلاقي..
 ولكنه إن أضافها فقد عظّم بذلك رسالة ١٢٤ ألف نبي!!
اذا لم يضف الغرزة الرابعة، فقد عمل بما اتفق عليه وبحسب االقانون، ولكنه إن أضافها فقد لبّى نداء الضمير .. وسيملأ صوت تلبيته لنداء الضمير سماء القيم والأخلاق..


الدنيا مليئة بفرص (الغرزة الرابعة) وانا وانت الإسكافيون المترددون بين نداء العقل، ونداء الروح..