اقض الحوائج ما استطعـت*** وكن لهمِ أخيك فارج 

فــــلخـــــــير أيام الفــــــتى *** يوم قضى فيه الحوائج



عندما انتهينا من صلاة الجمعة ، 

سلم علي رجل وكنت عن يمينه وسألني :

هل لديك حاجة فأقضيها لك ؟ 

قلت باستغراب : - 

كلا ، 

شكرا لك اخي الكريم .



ثم التفت عن شماله فوجد عامل تنظيفات
فسلم عليه وقال له مثل قولي ، 
فاحمر وجههه خجلا..
وهل يسأل عامل التنظيفات اذا كانت لديه حاجة ؟!
اخرج من جيبه امواﻻ واعطاه اياها ،
فتهلل وجهه بالبشر والسرور
وراح يدعو له من كل قلبه !
قلت له : - 
من حضرتك ؟ 
اجاب : - 
انا استاذ جامعي .
قلت له : -
وهل تفعل ذلك كل يوم جمعة ؟ 
اجاب : -
نعم ، ﻷنني ما اصبحت استاذا جامعيا
اﻻ بسبب تلك اﻻلتفاتة !

فقد كنت اصلي قديما في مسجد قريب من الجامعة
والحزن باديا على وجهي بسبب وفاة والدي

كنت اصلي وكان بجواري رجل . 
التفت نحوي وسألني : -
هل لك حاجة يا بني ؟
توسمت الخير في وجهه وقلت :
نعم ، 
اريد ان اسدد اقساط جامعتي .
اجاب : -
على الرأس والعين . 
دلني عليها واعطني اسمك بوضوح 
وغدا اذهب واستلم اﻻيصال . 
وكل عام افعل لك ما سأفعله غدا الى ان تتخرج بإذن الله .

اغرورقت عيناي بالدموع ودعوت له وقلت : -
كيف ارد لك ذلك الجميل ؟ 
اجاب : - 
عندما تتخرج وتعمل اسأل من يصلي معك
بعد اﻻنتهاء من صلاة الجمعة
نفس السؤال 
واذا علمت بأن لديه حاجة اقضها له ان استطعت ، 
فتكون قد رددت لي الجميل !

وفعلا يا اخي فقد تعهد بسداد اقساط تعليمي
حتى التخرج وعملت مدرسا جامعيا . 

كنت ازوره نهاية كل عام ﻷزف له بشرى نجاحي
الى ان وافته المنية بعد تخرجي !

وانا على عهده باق الى ان القى الله جل في علاه .
منقول