تقلد الزرهوني عام 2002م منصب مدير معاهد الصحة القومية الأمريكية بولاية مريلاند
 وهو منصب لم يصل إليه أي عالم عربي قبله في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعمل بهذه المعاهد أكثر من 10 آلاف موظف وباحث، وموازنتها تعادل 27 مليارًا ومائتي مليون دولار، ويمول المعهد ثلاثة وأربعين ألف مشروع تتولى فروعه السبعة والعشرون المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذها، أما المشاريع التي يسهم المعهد في تمويلها كليًا أو جزئيًا في العالم فهي كثيرة ومتعددة وتخص أساساً أمراض الايدز والسل والأمراض المعدية الكثيرة لاسيما في القارة الأفريقية.


إنجازاته


بين عاميّ 1981 و1985 عمل الزرهوني في قسم الطب الإشعاعي في كلية الطب في فرجينيا الشرقية، مُشتغلاً على استخدام التصوير الاشعاعي كوسيلة للتشخيص المُبكّر للأمراض السرطانية ويتمثّل اكتشاف د. الزرهوني العلمي الأول في استعماله صور «سكانر» لتحديد نسبة الكالسيوم في الأنسجة الحيّة، ما مكّنه من استخدام تلك الصور للتمييز بين الورم الخبيث الذي يحتوي نسيجه على القليل من الكالسيوم) والحميد، ويزيد من أهمية هذا الاكتشاف أنه أغنى الأطباء والمرضى عن الحاجة إلى أخذ عينات من الأورام جراحياً من طريق الخزعة، وسرعان ما تنبّه إلى أن أحداً لم يسبقه إلى تلك التقنية، التي استخدمها للتعرف إلى نسبة الكالسيوم في العظام، ما جعله أول من استعمل الصور الاشعاعية، منذ عام 1978م. لتشخيص مرض ترقق العظام، الذي يعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً، وخصوصاً بين النساء. كما استطاع المساهمة في تحويل صور «سكانر» العادية إلى صور عالية الدقة، وهو ابتكار مسجل باسمه أيضاً، وإن كل همه كان يتمثل في السعي إلى الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لتطوير آلية الفحوص التي تتم بواسطة الأشعة ولم يكتف إلياس الزرهوني بتطوير هذه الفكرة عبر الممارسة والبحوث العلمية الغزيرة بل إنه أصبح مخترعا وسجّل عدة براءات في هذا المجال وأنشأ شركة لا تزال تنشط حتى اليوم وتعد من أفضل الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع معدات الكشف عن الأمراض بواسطة الأشعة.


ونشر الزرهوني العديد من الأبحاث، وحصل على العديد من الجوائز أهمها جائزة “أعلى وشاح للمبدعين” من الرئيس الفرنسي، وقد شغل البروفيسور الزرهوني مناصب عدّة منها نائب عميد كلية الطب في جامعة “جونز هوبكنز” وعضو مجلس إدارة المعهد القومي للسرطان، ومستشار منظمة الصحة العالمية ومستشار البيت الأبيض للشؤون الصحية.


سر النجاح


ويرد زرهوني نجاحه إلى مناخ المجتمع العلمي في أمريكا، حيث العنصر المُحدّد لتقدم الفرد هو الكفاءة والنجاح. «لا يهتمون بأصولك ولا يسألون من أنت. المهم ماذا فعلت، وهذا ما جعلني دائم الإعجاب بنظام البحث الأمريكي». هل تأثر هذا الأمر بأحداث 11/9 الارهابية؟ ينفي الزرهوني ذلك بقوة. «أنا مثلاً سمَاني الرئيس جورج بوش في هذا المنصب سنة 2002، من ضمن ثلاثة متنافسين. وأحظى بتعيين رئاسي مُعزَز بتزكية من مجلس الشيوخ. ولا أخفي أنني أثق بالعبقريتين الأوربية والعربية، وإذا كانت هناك من لغة عالمية، وهي موجودة فعلاً، فهي لغة العلم… المجتمع الأمريكي حاضن للكفاءات وليس طارداً لها، تلك هي ميزته ونقطة قوته الرئيسية.ويوضح ان مهمة «المعاهد الطبية الوطنية» تتمثّل في دراسة الأسباب العميقة والعلاجات والخطط الاستراتيجية لمكافحة الأمراض النادرة والمنتشرة على السواء. وتحصل على 500 ألف مساعدة تُوجَه إلى 212 ألف باحث يعملون في 3000 جامعة ومركز أبحاث في أميركا وعبر العالم، من ضمنهم 6000 عالم في مختبرات المعاهد التي تتركز غالبيتها في ولاية ميريلاند.


ويشير زرهوني إلى أن الولايات المتحدة تُخصص نحو 3 في المائة من الثروة القومية للبحث العلمي، وتبلغ النسبة عينها في اليابان على سبيل المقارنة 2.85 في المائة، وقد ضاعفت الصين حجم موازنة البحث العلمي في الأعوام الخمسة الأخيرة، وتعتزم مضاعفتها ثلاث مرات في مستقبل قريب. وينبّه إلى ميل الولايات المتحدة راهناً لتوطين العلماء الصينيين المهاجرين وإدماجهم فيها.
أعلن مجمع ''سانوفي-أفانتيس'' الفرنسي المختص في صناعة الأدوية، أنه تم تعيين الدكتور الجزائري الأصل إلياس زرهوني، في منصب رئيس العالم، للبحث والتطوير، مكلف بالأدوية واللقاح، ابتداء من الفاتح جانفي .2011 وأشار المجمع في بيانه الذي تناقلته مواقع إعلامية أوربية، إلى أن الدكتور زرهوني سيكون تابعا مباشرة إلى كريستوفر أ.فييباشر، المدير العام ل''سانوفي-أفانتيس''، وسيكون أيضا عضوا للجنة التنفيذية ولجنة المديرية. كما أكد مصنع الدواء أنه منذ تعيين الدكتور زرهوني في منصب مستشار علمي لدى المدير العام، في فيفري ,2009 لعب دورا محوريا في إعادة تعريف بيانات البحث والتطوير، وكان دوما يشجع الابتكار وهو العمود الأول لإستراتيجية المجمع. وصرح المدير العام لسانوفي-أفانتيس، كريستوفر أ.فييباشر، في ذات البيان، قائلا ''كنت محظوظا بالعمل مع إلياس على مدار عدة سنوات. وبفضل خبرته الكبيرة ومنهجيته، تمكن من تقديم المشورة لنا بطريقة مجدية، ولعب دورا أساسيا في تنفيذ ما هو الآن نموذجا للبحث والتطوير في عالم الصحة''. يجدر الذكر أن الدكتور زرهوني، بعد إنهاء تكوينه الأساسي، تابع مشواره الأكاديمي بالمستشفى الجامعي حون هوبكينز الأمريكي، أين يمارس إلى حد الآن. كما ألف الدكتور زرهوني أكثر من 200 بحث علمي، وسجّل 8 براءات. وهو الآن عضو في أكاديمية الطب الفرنسية، كما يعمل مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس وعضو في المجلس الإداري لمستشفى مايو الأمريكي.
منقول